
منطقة وادي بردى
حاصرت قوّات النّظام السّوري، إثر معارك مستمرّة منذ حوالي شهر منطقة وادي بردى، قرب دمشق، الّتي تُعدّ خزّان المياه المغذِّي للعاصمة. وقال رامي عبد الرّحمان مدير المرصد السّوري لحقوق الإنسان لوكالة الأنباء الفرنسية: “بعد تقدّم من الجهة الشّمالية الأربعاء، حاصرت قوّات النّظام والمسلّحون الموالون لها وعلى رأسهم حزب الله اللّبناني اليوم منطقة وادي بردى”. وأشار إلى أنّ قوّات النّظام حاصرت المنطقة “بعدما تمكّنت من الفصل بينها وبين مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في القلمون”.
وأوضح عبد الرّحمان أنّ “قوّات النّظام عادة ما تلجأ إلى استراتيجيّة الحصار لتفضي في النّهاية إلى اتّفاقات تسوية مع الفصائل في المناطق المحاصرة، على غرار ما حصل في مناطق عدّة قرب دمشق وفي مدينة حلب”.
وقد أدّى اغتيال رئيس لجنة التّفاوض في المنطقة، اللّواء المتقاعد أحمد الغضبان قبل أيّام، إلى تدهور الوضع الميداني مجدّدا، بعد إعلان التّوصّل إلى اتّفاق يتيح دخول فرق الصّيانة لإصلاح الأضرار اللاّحقة بمصادر المياه في بلدة عين الفيجة، مقابل وقف العمليّات العسكرية وخروج المقاتلين الرّاغبين في مغادرة الوادي.
وتضمّ منطقة وادي بردى، وخصوصا بلدة عين الفيجة، المصادر الرّئيسة الّتي ترفد دمشق بالمياه، المنقطعة عن العاصمة بصورة تامّة منذ 22 ديسمبر، جرّاء المعارك. وبحسب عبد الرّحمان “تهدف قوّات النّظام إلى السّيطرة على وادي بردى، إن كان عبر عمليّة عسكرية أو عبر تسوية وضمان عودة المياه إلى دمشق”.
وتحوّلت سياسة الحصار خلال سنوات النّزاع الّذي تشهده سوريا منذ 2011 إلى سلاح حرب رئيس تستخدمه الأطراف المتنازعة. ويعيش مئات الآلاف في مناطق محاصرة في سوريا غالبيّتها من قبل قوّات النّظام.